لقصص عن محاضرين آخرين
القلق أثناء السفر في القطار
إيمان أطرش

ملاءَمات خلال العرض
إفرات شوهام

قصص إتاحة مؤثّرة في الكليّة
نوعام نوڤ

نوبة هلع في الطائرة
كفير يافِت

قصّة آية
تشارك آية، وهي أم لطفلين، متعايشة مع اضطراب ما بعد الصدمة، بتجربتها الصعبة في مجمع المطاعم في مركز تجاريّ مع طفليها. من خلال قصّتها الشخصيّة، تصف الصعوبة الشديدة في التعامل أثناء تواجدها في أماكن مكتظة بالناس، ونقطة التحوّل التي حدّثت عندما طلبت المساعدة من أحد العاملين في المكان. توضّح القصة كيف يُسهم الوعي لاحتياجات الأشخاص ذوي المحدوديّات والمعاملة الإنسانيّة البسيطة في تحويل تجربة مستحيلة إلى تجربة ممكنة

الاستعداد ليوم ترفيهيّ في مجمع المطاعم في مركز تجاريّ
في يوم الإجازة، قررت اصطحاب طفليْ إلى المركز التجاريّ- لقضاء يوم ترفيهيّ يشمل زيارة شبكة مطاعم في المركز التجاريّ ومشاهدة فيلم في السينما. بدات بالاستعداد نفسيًّا لهذه الفعاليّة قبل بضعة أيام، علمًا أنّ هذه التجربة قد تشكّل تحديًّا بالنسبة لي. يصعب عليّ أيضًا التعامل مع مواقف فيها عدد كبير من الناس، وأدرك أنّ الأمر مرتبط بمعايشتي لاضطراب ما بعد الصدمة. كنت في السابق أعتلي المنصّة بدون أيّ خوف، أمّا الآن، فأنا أتجنّب الأماكن المكتظة مثل العروض أو المراكز التجاريّة خلال الإجازة.
خطّطت لهذا اليوم بحيث لا أشعر بالتعب الشديد، ولخفض مستوى القلق. أعرف أنّني إن واجهت موقفًا ضاغطًا وكنت متعبة، سيصعب عليّ التحكّم بنفسي. أصبح عصبيّة، أشعر بأن دواخلي كلّها مكشوفة أمام الآخر وبأنّني أفقد السيطرة. مع ازدياد الضغطـ أشعر بالشلل، وفي كثير من الأحيان، أدير ظهري وأغادر المكان. يمسّ ذلك بشعوري بالكفاءة الذاتيّة كأمّ- أشعر بأنّيّ حرمت أبنائي من تجربة الإجازة الاعتياديّة بسبب الصعوبات التي تواجهني، وهذا يؤثّر مباشرةً على حالتي النفسيّة، ويهمّني جدًا أن يشعر أطفالي بأنّنا عائلة "طبيعيّة" تستطيع قضاء وقت ممتع في المركز التجاريّ في يوم الإجازة.
تجربة الشراء في شبكة المطاعم
عندما وصلنا إلى شبكة المطاعم، عرفت من النظرة الأولى أنّني سأواجه تحديًَّا. وقفنا أمام عدد كبير من الناس الذين تزاحموا حول ماكينات طلب الطعام. الماكينات موزّعة على الجانبين، وقد التفّت حولها مجموعات كبيرة من الناس، أطفال يصرخون وأهالٍ ينادون بصوت عالٍ: "لو سمحت، هل تستطيع تنظيف طاولتي؟". الضجيج عال، صراخ الناس، روائح الطعام والزيوت تزعجني، وأنا أشعر بأنّ الموقف يفوق قدرتي على التحمّل. كان من الصعب معرفة بداية الطابور ونهايته- البعض وقفوا في طابور منظّم، بينما وقف آخرون في مجموعات عشوائيّة، وبدا لي أنّ لا أحد يعرف ما الذي يحدث بالضبط. عند وصولي إلى ماكينة طلب الطعام، وجدت نفسي أمام شاشة تظهر عليها أرقام الطلبيّات- أحاول تتبّع الوجبات قيد التحضير والوجبات الجاهزة- ولكن كلّ ما أفعله هو التحديق في الشاشة، عاجزة عن التركيز أو استعادة هدوئي. شعوري بالسيطرة يتراجع شيئًا فشيء، وكل شيء يبدو فوضويًا ومُربِكًا.

وقفت هناك، محاولةً التحكّم بنفسي لكيلا أفقد السيطرة أمام أبنائي. القلب يخفق بسرعة، الجسد يرتعد، وأشعر بأنّني أفقد السيطرة- أصرخ على أبنائي باندفاع، دون أن أتحكّم بنفسي. وسط كلّ ذلك، أنا واعية جدًا لِما يحدث، ولكنّني غير قادرة على السيطرة على الوضع. هذه اللحظات لا تطاق، وأعود إلى الفكرة المزعجة- "المسألة ليست إلّا شراء بعض الطعام، ما الصعوبة في ذلك؟". أتخبّط فيما إذا يجب أن اختلق لأبنائي ذريعة لمغادرة المكان، أو محاولة التعامل مع الموقف. وعندها أفكر مجدّدًا: "ما الصعوبة في تناول الطعام في الخارج..".
طلب مساعدة
توجّهت إلى شاب يعمل هناك، وسألته: "هل تعرف عن الإعفاء من الانتظار في الطابور؟" تظاهرت بالهدوء، مع أنّني كنت مضطربة جدًا في داخلي. نظر إليّ، تلعثم قليلًا، ثم قال باختصار: "لا". كأنّه لم يفهم لماذا توجّهت إليه.
توقّفت وشرحت: "ها أنا أعرّفك به- إنّه إعفاء من الانتظار في الطابور. هذا يعني أنّه لديّ محدوديّة تصعب عليّ الوقوف في الطابور، وقد امتنع عن الانتظار في الطابور بسببها. أعرف أنّكم لستم ملزمين بتقبّل هذا، ولكن هل يمكنك مساعدتي؟" ثم أضفت: "كلّ ما أريده هو طلب وجبتين للأطفال. ساعدني رجاءً".
لحسن حظّي، أجابني فورًا: "لا مشكلة في ذلك سيّدتي، أنا معك". كان شابًا رائعًا. طلب مني أن أقول له ماذا أريد تحديدًا، سجّل طلبيتي على حاسوبه مباشرةً، ثم فاجأني بالقول: "انتظريني هنا، سأحضر لك الصواني إلى هنا".
وسط مجمع المطاعم المكتظ في حيفا، لم يحضّر لي الوجبات فقط، بل رافقنا أيضًا إلى الطاولة. بفضله، تمكّنا من إيجاد مكان للجلوس- وهذا ليس بديهيًّا في مكان كهذا. جلس طفلاي لتناول الطعام، بينما جلست أنا معهما، محاولةً استعادة أنفاسي.
قلت له: "شكرًا، لن تتخيّل كم ساعدتني". شعرت بأنّه عليّ أن أقول: "هذا هو الفرق بين النجاح في تلقي خدمة والهروب من المكان، الدخول إلى السيارة، وضع النظارة الشمسيّة والبكاء مطوّلًا لأنّني لم أنجح مرة أخرى". لو لم تنجح هذه التجربة، لبقيت في سريري ليومين كاملين.
ماذا نستنتج من هذه القصّة؟
● الإتاحة يجب أن تمكّنني من تلقي الخدمة دون أن أشرح وأن أطلب المساعدة مرة تلو الأخرى.
● كلّما أصبحت الإتاحة جزءًا لا يتجزّأ من الخدمة، ستخفّ حدّة شعوري بالذنب، سأقلّل من نقدي لذاتي وسأشعر بقدر أكبر من الراحة في الحيز العام، بدون قلق أو خوف.
● المعاملة الإنسانيّة قادرة على تحسين التجربة بشكل كبير: لقد ساهم العامل في تحسين تجربتي وتجربة أبنائي، وساعدني على استهلاك الخدمة.

قصّة آية
בית > סיפורים מנסיון >
אופס! יש תקלה בשליחה הטופס
هل سجّلتم دخولكم؟ هل تريدون سماع المزيد في المحاضرة؟
المحاضرون في البرنامج هم أشخاص متعايشون مع تحديت نفسيّة، واختاروا مشاركتنا تجربتهم الشخصيّة كزبائن وتقديم توصيات وأدوات لمقدّمي الخدمة.
لقصص عن محاضرين آخرين
القلق أثناء السفر في القطار
إيمان أطرش

ملاءَمات خلال العرض
إفرات شوهام

قصص إتاحة مؤثّرة في الكليّة
نوعام نوڤ

نوبة هلع في الطائرة
كفير يافِت
